وما الدنيا الا مسرح كبير ... مسرح بنعيشه والشاطر اللى بيتعايش جواه .. وجواه دى حكاية تانية وقواعد تانية غير قواعدنا اللى نعرفها تلاقي جوة حياتك حياة و100 قصة وحدوتة تحكيها وتقول كان ياما كان .. بس النهارده القصة مختلفة ..القصة دى مش محفوظة القصة النهارده لا اتكتبت ولا ليها قاعدة غير انك بنى آدم ومتقلقش ممكن لو القاعدة دى ضايقتك ممكن تتناساها طول مدة العرض.
.
.
هدوء أيها السادة الأفاضل سيبدأ العرض
.
هدوء تام ويفتح الستار
.
.
المشهد الأول : يقف البطل وحيداً وسط جمع من الناس يكفى لتغيير حياته إلى عرضاً صاخباً يزيد من وحدته أضعافاً .... لا يدرى كم من الوقت مر عليه وهو يتلمس الناس بعينيه ويحاول استشعار وجودهم والناس مارة لا يشعر أحداً بوجوده وكأنه طيفاً تكون من انعكاس ضوء مصباح غرفته الصغيرة التى تمتد فيها رؤاه الى حيث لا يدرى لها منتهى .. فيجلس ساكناً يدندن لحناً قديماً طالما تغنى به عندما كان صغيراً.
.
.
المشهد الثاني : ها قد انتهت ألحانه وهو جالس فى مكانه وقد انتصف الليل و خوى الشارع من المارة تقريبا ً الا من يجد في السير للعودة إلى بيته مرهقاً من يوم عمل طويل .. نظرة عميقة إلى كل حجر رسمه حبه على جدران تلك البيوت العتيقة .. نظرة إلى البطل تكفى لنرى ابتسامته التي يشوبها من الأسى ما يكفى أن يثقل كاهل من الفتية ألافاً .. عفواً هل ما نسمعه هو نبض قلبه ؟ أم هو قرع طبول جيشاً بعث من الأزمنة الغابرة ... وأخيرا ينطلق صوته ضعيفاً منادياً على استحياء ولا من مجيب .. فيرفع من صوته ليصل إلى أركان المدينة ولم ينظر له أحداً .
.
.
المشهد الثالث : ينظر البطل إلى السماء متأملاً النجوم التي افترشتها ويتأمل الطرق التى رسمتها ويحفظها عن ظهر قلب .... تماماً كما هي مازالت ترسم فى خياله ألافاً من لوحات أحلامه ... تعود به الى ذكريات كاد أن ينساها ترسم له مملكته التى بناها ذهباً خالصاً وظن فيها الدوام وقصوره التي ظنها من المتانة ما تكفى أن تضاهى الجبال .. ولما لا ؟ ولما لا وقد تفانى فى صنعها ؟ ولما لا وقد أسسها بكل ما امتلك من احساس كما ريشة فنان تنسدل على لوحاته ؟ ... تذكر ليلاً طويلاً سهره ليجمع من النجوم ما انبثق من قلب السماء فينير به طرقات مدينته فيزيدها جمالاً .. يا لها من لوحة فنية رائعة ويا ليته كان يدرى ان لها قواعد من زجاج .
.
.
المشهد الرابع : يعود البطل إلى أرض الواقع وتتلاشى من حوله القصور لتظهر البيوت العتيقة مرة أخرى ... ينظر إلى المكان الذي احتوى أحلامه والى الجدران التى ارتسم عليها شبح ابتسامة لمن عاش يوماً مكانه وظن انه أقوى من جدران هذا المكان .. يجلس مستكيناً من جديد وقد أرهقه حلمه الذي طالما تمناه .. ولكن هذه المرة يعرف انه في يوم من الأيام سوف يبتسم لجدران هذا المكان متذكراً ضوء مصباح وغرفته الخشبية القديمة التي تهالكت من محاولاته .
.
.
تنتهي المسرحية يعقبها تصفيق حار
.
وتمنى البطل حينها أنه كان مشاهداً
.
ولم يكن بطلاً